مصير الانسان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي خلق فسوى ، والذي قدر فهدى

الحمد لله الذي أمات وأحيا

الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا



والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

صلى الله عليه وسلم



لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير



الإخوة الأعزاء أمنية للإسلام وسر الوجود

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أولا أسأل الله أن يثبتني وإياكم على الإسلام ما أبقانا قائمين وقاعدين وعلى كل حال وأن يتوفانا ونحن على التوحيد الخالص



ثانيا أسأل الله أن يعينني على قول الحق وشفاء ما في الصدور



ثالثا من الأسلم يا إخوة يا أعزاء ألا تخوضوا في مثل هذه الأمور فإن الله نهانا عن كثرة السؤال فيما لا يدركه علمنا وفهمنا ، فإن الشيطان يمضي بالإنسان حتى يصل به إلى الله وكيف الله سبحانه وتعالى

فينبغي أن نؤمن ونسلم من دون نقاش حتى إذا جاء ملك الموت ليقبض الأرواح سنعلم حينها حقيقة كل شيء كان غائبا عنا .



رابعا الموضوع الذي طرح هو هل الإنسان مسير أم مخير ؟!!

والجواب هو :



هناك أمور عدة يدور عليه هذا الموضوع



الأمر الأول هو : علم الله .

الأمر الثاني هو قدرة الله وإرادته .

الأمر الثالث هو سنة الله في الخلق .



ولو فهمنا هذه الأمور الثلاثة لزال عنا كل شك أو ريب .



أولا علم الله ، فالله سبحانه وتعالى عالم وعليم بكل ما كان وبكل ما هو كائن وبكل ما سيكون من أول الأمر والخلق إلى ما لا نهاية ، كل شيء بكل دقة وبكل تفاصيل موجودة في علم الله الأزلي ، فالله سبحانه وتعالى كما يقول في كتابه الكريم : (( وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين )) .

فعلم الله أحاط بكل شيء ، وحسب علمه كتب كل شيء .



ثانيا قدرة الله وإرادته ، فالله قادر وقدير على كل شيء وإذا أراد شيئا قال له كن فيكون سبحانه

النار من طبيعتها أنها تحرق ولكن الله أراد ألا تحرق النار إبراهيم عليه السلم فكانت بردا وسلاما عليه

فالله يقدر على كل شيء وفي أي وقت ويفعل ما يشاء وكل شيء يحصل وفق إرادته وعلمه وقدرته .



ثالثا سنة الله في الخلق ، وهي أن الله وضع للخلق قوانين وأسباب يسيرون عليها ليصلوا إلى نتائج معلومة و مفهومة

فمن أراد الذرية فعليه بالزواج و إلا لن يرزق بذرية أبدا ، ولكن الله قادر على أن يرزق من يشاء بدون زواج أو نكاح ولكنه لا يستعمل قدرته دائما بل متى شاء ومع من شاء كما فعل من مريم عليها السلام وابنها عيسى عليه السلام .

ومن أراد الرزق فعليه بالعمل فإن أحدا لن يرزق إلا بعمل ، ولكن الله قادر على أن يرزق من يشاء بغير عمل كما فعل مع مريم عليها السلام قال تعالى : (( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن يرزق من يشاء بغير حساب )) .



ومن أراد دخول الجنة فعليه أن يسعى لها سعيها وهو مؤمن ، ولكن الله قادر على أن يدخل من يشاء الجنة كما فعل مع الذي قتل 100 نفس من بني إسرائيل فأدخله الله الجنة .(( القصة مشهورة ))



وهكذا كل شيء وضع الله له سنة يمشي عليه الناس في الدنيا مع احتفاظ الله عز وجل بالقدرة والإرادة المطلقة في فعل ما يشاء وقتما يشاء لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء .



إذا فهمنا هذه النقاط الثلاث ، نقول :

لو أن مدرسا أو معلما جلس قبل أن يختبر طلابه وبدأ يكتب في ورقة شخصية بأن فلان راسب وفلان ناجح وذلك بناء على علمه وخبرته بطلابه مع أن علمه قاصر ، ثم وضع الأسئلة وأختبر الطلاب .

وبعد التصحيح ظهر للمدرس أنه بالفعل قد نجح من الطلاب من كتب هو بأنهم من الناجحين ورسب من كتب هو أنهم من الراسبين ...

فهل نتهم هذا المدرس بالظلم بأنه قد حكم مسبقا على الطلاب بالنجاح والرسوب فماذا يجدي الاختبار إذا وبما ستفيد الإجابة أصلا ..؟؟!!

لا،، لا أحد يتهم المدرس لأن الطلاب رسبوا على حسب إجاباتهم ونجحوا كذلك على حسب إجاباتهم ..

إذا علمنا ذلك فنقول إن المدرس بحسب علمه القاصر بالطلاب علم من المجتهد ومن المذاكر ومن الفاهم وعلم أيضا من المهمل ومن الكسلان وغير الفاهم وبناء على علمه هذا كتب في ورقته الشخصية هذا راسب وهذا ناجح ..

ولكن هل كان نجاح الطلاب ورسوبهم بسبب ما كتبه هذا المدرس؟!!

لا لم يكن بسبب ما كتبه المدرس في ورقته الشخصية ؛ بل بسبب ما أنجز وقدم كل طالب من جهد وإجابات صحيحة ،،

والطلاب لا يعلمون ماذا كتب لهم المدرس أصلا ...

وبعد التصحيح ووضع الدرجات قام المدرس بالمقارنة بين ما قد خمنّ سابقا وبين النتائج الفعلية فوجدها مطابقة تماما ...

فهل يعني هذا أن المدرس قد ظلم الطلاب ؟؟



هذا مثال مدرس من بني البشر استخدم علمه القاصر ، فما بالكم بالله العليم القدير الذي يعلم السر وأخفى ألا يعلم من خلق واللطيف الخبير ..

فالله بعلمه علم أن فلان شقي وفلان سعيد

ولكن شقاوة فلان وسعادته ليس بسبب أن الله علم ذلك بل بسبب عمل الناس بما يوصلهم إليه من النتائج ... فمن عمل صالحا فله الجنة كمن أجاب على أسئلة المدرس فهو من الناجحين

ومن عمل سيئا فله النار كمن لم يجب على أسئلة المدرس فهو من الراسبين ..

أما العلم بالشيء قبل وقوعه فهو ليس بسبب في وقوع الشيء ..



ومثال آخر .. لو علمت مثلا بأن زوجتك حامل ،، هل علمك هو سبب حملها أم أن الحمل له أسبابه المعروفة ..

وهكذا كل شيء في الكون تحت علم الله أولا .. فالله قد علم كل شيء وعلمه هذا ليس سببا في حصول النتائج النهائية من دخول جنة أو نار ..

ثم أن الله له القدرة المطلقة والإرادة الكاملة في فعل أي شيء متى شاء .. فمثلا رجل قد علم الله أنه سيدخل النار بعمله ولكن الله يريد له الجنة فيهديه الله للعمل الصالح ويدخله الجنة .. ومثاله __ ولله المثل الأعلى __ المدرس الذي يرى أحد الطلاب وقد أهمل في المذاكرة وتوقع له بأنه سيرسب فيأتي إليه المدرس وينصحه ويهتم به ويحاول بكل الطرق أن يستجيب الطالب لندائه لكي ينجح .. فيستجيب له الطالب فينجح ..

وهكذا ..

وأخيرا سنة الله في خلقه وهذه السنة قد وضعها الله لكي يسير عليها الخلق كلهم ورتب عليها النتائج وهم مخيرون في ذلك قال تعالى :{ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } ..

فرتب على العمل حصول الرزق ..

ورتب على النكاح حصول الولد ...

ورتب على الإيمان والعمل الصالح دخول الجنة

ورتب على الكفر والعمل السيء دخول النار ..



أرجو أن يكون الأمر قد وضح لكم ..

ولكن إن كان الأمر لم يتضح بعد فبالله عليكم أخبروني

أريد منكم التعليق على ما كتبت ..

هذا ما وفقني الله لكتابته

فإن يكن صوابا فمن الله وحده

وإن يكن غير ذلك فمن نفسي والشيطان

وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين



مع تحيات/ الحاج مرسى

امين يا رب العالمين وربنا يغفر للمسليمن كلهم