القهوة

كتب هذا المقال

عبد القادر الغنامي - سويسرا
ولا أعرف هذا الرجل (ههه)

--------------------------------------------------------------------------------

لم أعثر على الفرق بين القهوة بالفتح وبالكسر، لكني وجدت مقالا طريفا وأحببت أن تطلعا وغيركما من الأفاضل عليه:


قهــوة

تخفى كلمة (قهوة) بين طيات حروفها الكثير من المعانى . وهى كلمة عربية فصيحة ذات دلالة قديمة تختلف تماماً عن دلالتها التى نفهمها اليوم . ففى كلامنا المعاصر الفصيح والعامى ، تعنى القهوة أمرين : المشروب التقليدى المصنوع من البن ، والمكان الشعبى الذى يجلس فيه الناس قتلاً للوقت ! وكلا المعنيين على صلة بالآخر ، فقد سميت (المقهى) عند العوام باسم القهوة ، لأن قهوة البن هى المشروب الأكثر تداولاً فى المقاهى . فلما كثرت المشروبات ذات الطابع الأوروبى (الكابتشينو ، نيس كافيه موكَّّّّّّّّّّا... إلخ) صار المكان الذى يقدمها يسمى كافتيريا، ثم صاروا يطلقون عليه: كافيه.

أما المعنى الأصلى للكلمة ، المعنى الذى ظل قرونا طوالاً يستخدم فى اللغة العربية ، حتى انقلب حاله الدلالى فى المائة سنة الأخيرة ، فهو يعنى شيئاً آخر .. ولاكتشافى معناه قصة:

كنتُ قبل عشرين سنة أقوم بتحقيق قصة صوفية طويلة لعبد الكريم الجيلى ، عنوانها ( النادرات العينية فى البادرات الغيبية) فوجدت فى أصولها المخطوطة بيتاً شعريا ًيتحدث عن حالة العاشق الإلهى ، فيقول : حميا هواه عين قهوة غيره ، مداماً دواماً تقتنيها الأضالع.

كان أول ما بدر إلى ذهنى من معنى كلمة (قهوة) الواردة فى البيت الشعرى، أنها مشروب البن المشهور ، ويؤكد هذا المعنى أن عبد الكريم الجيلى كان صوفياً وكان يعيش باليمن . والصوفية هم الذين اكتشفوا مشروب البن واستعملوه على نطاق واسع لأنه يساعدهم على السهر وبالتالى قضاء الليل فى العبادات والرياضات الروحية ، وقد كان اكتشافه وبدء انتشاره فى البلد الذى عاش فيه الجيلى فترة طويلة وهو (اليمن) التى اشتهر أهل التصوف فيها بحبهم لشرب (القهوة) ويقال إن أبا بكر (العيدروس) هو المكتشف الأول لها ! وقد اشتهر من مشايخ الصوفية جماعة كانوا مغرمين بالقهوة غراماً شديداً مثل الشيخ عبد الهادى السودى اليمنى الذى يقول فيه الشاعر : قهوة البن جُل مقصودى فى الخفا والعلن ، هام بها إمامنا السودى قطب أهل اليمن!

غير أننى استغربت من بقية كلمات البيت الشعرى الذى ورد فى قصيدة (النادرات) للجيلي ، لما رأيته يضيف إلى كلمة (القهوة) كلمات مُداماً دوماً تقتنيها الاضالع ! فالمدام فى اللغة هى الخمر .. ومن ثم كان يتوجب الرجوع إلى الأصل اللغوى لكلمة (قهوة) حتى أفهم الصلة بينها وبين (المدام) فوجدت العلامة ابن منظور يقول فى لسان العرب : القهوة هى الخمر ، وسُميت بذلك لأنها تُقهى شاربها عن الطعام أى تذهب بشهوته.

وانتبهتُ مع كلام ابن منظور لأمر بالغ العبثية ! وهو أن الفعل (قها) يقال فى اللغة العربية لمن ذهبت شهوة الطعام من عنده .. مع أننا بسبب جهلنا باللغة التى نتكلمها ، أطلقنا اسم (قها) على أكبر شركة غذائية فى مصر ، دون أن نلتفت إلى أن بلدة (قها) التى أُقيمت فيها مصانع شركة الأطعمة المصرية وأخذت منها اسمها ، تعنى ما نقصده فى كلامنا العامى بقولنا : أنسدت نفسه عن الأكل.

وقد استعملت كلمة (قهوة) بمعنى الخمر فيما لا حصر له من نصوص عربية قديمة ، بل كانت بمعناها هذا عنواناً لكثير من المؤلفات ، مثل : قهوة الإنشاء لابن حجة الحموى، القهوة المدارة فى تقسيم الاستعارة للقنائى ، القهوة المرتشفة فى شرح الزهرة المقتطفة للسلامى ، قهوة النديم ونقلدان المقام الكريم لمؤلف مجهول.

ولما انتشرت قهوة البن من اليمن فى الأزمنة الأخيرة ، على يد الصوفية ، هاج بعض الفقهاء فحرموها ، وثار خلاف فقهى كبير بين علماء الدين فى حلها وتحريمها ، وهو الخلاف الذى ظهر فى كتاب عمدة الصفوة فى حِل القهوة ، للجزيرى .. وكتاب : حكم التتن
والقهوة ، للعينى.

مع تحيات/

الحاج مرسى
بالسنغال

تسلم يا عاصم قهوتك ساده

الحمد لله ان مش بشرب القهوة يا معلم

لا بشرب كولا بس